يولد هاجس الامن مع الانسان منذ الولادة، اما الشعور بالخصوصية تصبح مطلب اساسي في حياته عندما تبدآ افكاره بالنضوج وتتطور في ذهنه، فيسعى دائما الى الاحتفاظ بجزء من ذهنه وخزانته وبريده لما هو خاص وسري بعيدا عن متناول الناس.
في المقابل تسعى الحكومات الى الاطلاع على جميع المعلومات المهمة وغير المهمة لدى مواطنيها واحيانا حتى الاشخاص الذين يكونون بعيدين عن بقعتهم الجغرافية، لذلك تعمل دائما على تدريب الاشخاص وتطوير الادوات التي توفر لهم الكم الاكبر من المعلومات.
وكما للحكومات جنودها الذين يعملون على خرق خصوصية المواطنين هناك اشخاص يدئبون في معترك هذه المعركة على تطوير ادوات وستراتيجيات للحفاظ على الخصوصية وامن المعلومات التي يمتلكها الاحرار من المفكرين والناشطين.
واحدة من هذه المؤسسات التي تعمل على مدار ٢٤ ساعة على توفير المعلومات للحكومة هي (NSA) وكالة الامن القومي الامريكية، هي واحدة من اكبر المؤسسات التي تجمع المعلومات وتتجسس على المعلومات في العالم وتسمى الاذن الكبيرة وتستهلك ٨٠٪ من ميزانية الامن في امريكا بجانب (FBI)و(CIA) وهي تتجسس على العالم.
قد يفكر احدنا انه ليس مهما للدرجة التي تدفع امريكا لتسخير مؤسسات كبيرة للتجسس عليه، لكن الحقيقة انها لا تستهدف الاشخاص بالتحديد دائما، بالتقوم بجمع المعلومات وتحليلها ثم استخدامها، وربما بيعها لحكومات البلدان الاخرى اذا ما كانت المعلومات لا تخص امريكا، على سبيل المثال امريكا تبيع معلومات عن داعش في العراق للحكومة العراقية.
وليس الهدف من كتابة هذه المقالة اخافة مستخدمي الانترنيت ولكن فقط لاخذ الحيطة والحذر عند استخدام المعلومات المهمة والحساسة على الانترنيت.
اما الامكانيات التي تمتلكها كهذا مؤسسات فهي غير محدودة، بمعنى انك لو ارسلت بريد الكتروني يمكنها ان تعترض البريد في الطريق والاطلاع على محتوها ثم اعادة توجيهها الى المرسل اليه على انها مرسلة منك، وكذلك اي معلومات على الحواسيب والهواتف الذكية.
وهناك نوع اخر من المتطفلين الذين يهون خرق الخصوصية والابتزاز امثال المبرمجين وقراصنة الانترنيت وهم يمتلكون امكانيات احيانا تفوق امكانيات الحكومات في بعض البلدان.
لذلك علينا استخدام بعض الادوات والستراتيجيات التي تؤمن التواصل مع الاشخاص بطريقة آمنة وسرية في مكالمات المرائية والكتابات الآنية والبريد الاكتروني.
احدى التدريبات التي اخذتها في تونس خلال العامين الماضيين جعلتني اسعى الى تطوير امن تبادل المعلومات وحفظ الخصوصية لدى الناشطين والصحفيين بشكل خاص والمواطنين بشكل عام.
نحن في الشبكة العراقية للاعلام المجتمعي (INSM) نعمل على تطوير الاداء لاستخدام آمن وخصوصية اكبر ونسعى الى نشر هذه الثقافة في العراق كله، وهذه احدى اهداف الشبكة التي تعمل على استخدام الانترنيت بحرية وامن بجانب الحفاظ على الخصوصية، لهذا قمنا ببعض التدريبات ولازلنا مستمرين في تطوير الامن والحفاظ على المعلومات من التنصت والتجسس من قبل المتطفلين.
سوف اقوم بنشر بعض الدروس المبسط لاستخدام الامن للانترنيت وطريقة تداول المعلومات بشكل سري بعيدا عن التنصت والتجسس.
محمد عبدالله علي
عضو الشبكة العراقية للاعلام المجتمعي
0 Comments