محمد عبدالله / كركوك
يقدم مجموعة من شباب كركوك مسرحية بعنوان (شكو ماكو عالجسر) باسلوب مسرح المنبر، وتعالج المسرحية جملة مشكلات التي يعانيها المجتمع العراقي، ومنها عمالة الاطفال.وتسعى الفرقة المسرحية المكونة من مزيج ابناء كركوك الى طرحة مشكلات من واقع الحياة امام الجمهور والطلب منهم ابتكار وتطوير حلول مناسبة وواقعية قابلة للتطبيق، بأسلوب مسرح تفاعلي مع الجمهور.
مسرح المنبر احد اشكال مسرح المضطهدين الذي طوره المخرج البرازيلي (اوغوستو بوال)، يتحدث بلسان الناس ويعطيهم الفرصة للتعبير عن الذات بشكل تفاعلي، عن طريق نقل المتفرج من حالة التلقي غير النشط على المقعد، الى حالة المشاركة الفعالة على خشبة العرض، في رحلة بحث عن الحلول للمشكلات المطروحة في العرض.
مسرحية (شكو ماكو عالجسر) مكونة من ثلاثة فصول يتحدث الفصل الثالث عن ما يعانيه الاطفال في عملهم من اساءة وعنف من قبل الناس والاهل وارباب العمل، وقد يتعرض البعض منهم الى اعتداءات جسدي ونفسي والفصل من الدراسة.
ويعالج الفصل الاول معانة أم بانتظار عودة ابنها من العمل والالتحاق بالمدرسة، وهي تتذمر من كسل وعدم مبالات زوجها الذي يقضي يومه اما نائما او في المقاهي، ويحث ولده على العمل بحجة انه يريد ان يصنع منه رجلا.
يبدي احمد مزهر احد الحضور اعجابه باسلوب المسرحية الجديد بالنسبة له قائلا: "الغريب في المسرحية واعجبني كثيرا هو السماح للمتفرجين الاشتراك في المسرحية، ورؤية بعض الزواية المظلمة من تعامل الاباء مع الابناء، اعجبتني الفكرة واتمنى ان تتكرر."
ويطرح الفصل الثاني مشكلة التربية والتعليم وقلة خبرات بعض المدرسين واتجاههم نحو سبل مغلوطه في التعامل مع الطلاب ومشكلاتهم داخل الصف بشكل هزلي.
يوضح (ياوز فائق) الذي لعب دور المعلم في المسرحية: "الهدف من تقديم هكذا نوع من المسرح هو طرح مشاكل قد يتردد الكثير من الناس في طرحها ومناقشتها، كعمالة الاطفال والاضطهاد والقسوة التي يتعرضون لها من قبل ارباب العمل، وهذا نوع من المسرح يسمح للجمهور المشاهد طرح حلول وتنمية خيارات للمشاكل، نحن لم نقم سوى بطرح المشاكل وتركنا الحلول للجمهور، ومن اهم الحلول التي طرحوها هي تشريع وتفعيل القوانين لحل هذه المشاكل."
كشفت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة مؤخراً عن امتلاكها معلومات تقدر حجم عمالة الأطفال في العراق بما يقارب المليون طفل، أعمارهم تتراوح بين الخامسة والـ 14 سنة"، لكن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق تؤكد عدم وجود إحصائيات دقيقة حول حجم هذه الظاهرة .
ويبدي (مصطفى رائد) الذي لعب دور الاب المتسلط، اعجابه بتفاعل الجمهور وتقديم حلول لمشكلة الاب المتسلط قائلا: "دوري كأب متسلط كان يحتم علي رفض الحلول التي يقدمها الجمهور الذي بدأ يرتقي الى المسرح، ولكنهم كانوا يبدعوا في طرق وافكار حل المشكلة، وهذا ما دفعني في اغلب المرات الى السكوت."
قام مسرح عشتار –رام الله / فلسطين بتدريب الفرقة المسرحية وبأشراف من مركز (بنا) لازالت العنف ضد المرأة ودعم من برنامج مد الجسور الثقافية للمصالحة في العراق، بتقديم المسرحية في اقضية ونواحي ومركز كركوك.
توضح (بشرى محمد) مديرة المشاريع في مركز بنا دور المركز في طرح مشكلة من عصب الحياة اليومية قائلة: "(المسرح المنبر) احدى الطرق التي تقوم على استنباط الحلول من الجمهور، وان اغلب الحاضرين الذين تمت دعوتها هم على تماس مباشر بمشكلة عمالة الاطفال، فمن الحاضرين تربويين وقانونيين وصناع قرار واغلب الحاضرين هم اما أباء او أمهات فالمشكلة في عصب المجتمع، وحاول الناس التفاعل واعطاء حلول قمنا بتدوين جميع الملاحظات والمداخلات وسنعمل على الاستفادة منها."
يوجد في العراق الكثير من القوانين والتشريعات التي تحرم تشغيل الاطفال وتعاقب من يستغلهم الا ان فاعليتها ضعيفة، وهذا ما دفع اصحاب العمل الى استغلال اليتامى والمرضى والمعاقين وجامعي النفايات، ولم تتم اتخاذ اي اجراءات حازمة من الحكومة لمعاقبة المستفيدين من عمالة الاطفال.
مشهد من المسرحية
1 Comments