مقال : محمد عبدالله
قبل اشهر كان جوازي قد نفد، وهممت بمراجعة دائرة الجوازات لتجديده، وعملت بنصيحة احد الاصدقاء وذهبت مبكرا، ولكني تفاجأت بالطابور الذي كان يقف به ما يقارب المائة والعشرين رجل، ولم يكن باب الدائرة قد فتح بعد، وكأي مواطن وقفت مع الناس في الطابور، وكان هناك اناس باتوا الليل امام الدائرة.
طال انتظاري حتى منتصف النهار، وبداء عرقي يتصبب الا اني كنت سعيدا لاني شعرت انني مواطن عراقي واخيرا كنت مستاء جدا لان الدوام انتهى ولم اكمل معاملتي، وبعد ان تكلمنا انا واحدى الصديقات عن معانتي مع دائرة الجوازات اقترحت علي شخص يساعدني (الحجي علي) وبعد ان مررت الرقم الي اتصلت به في المساء واخبرته اني من طرف فلانه، قال لي: "شتريد بالضبط؟ جنسية عراقية، هوية احوال مدنية، بطاقة تموينية، بطاقة سكن، جواز سفر، معاملة في...." قاطعته قائلا جواز، اجاب ان معاملة الجواز تكلف 200$ واذا اردت شيء اضافي معه سيقل السعر الى 150$ استغربت من الكلام وخبرته كم يكلف استخراج (الاخوات الاربعة) هذه التسمية الشائعة بين العراقيين وتطلق على الجنسية العراقية وهوية الاحوال وبطاقة السكن وبطاقة التموينية، وهي المستمسكات المطلوبة لتقديم اي معاملة لأي دائرة، قال: "كلها شلع 500$ وتجيك للبيت"
تصور ان بإمكانك ان تكون عراقي كامل -ان صح التعبير- بـ(500$ امريكي!) وهناك كبار سن يقفون من الصباح الى منتصف النهار تحت اشعة الشمس، واخرون تصل الى معاملاتهم كامله الى بيوتهم، متى يدرك المسؤول ان عليه الالتفات الى متطلبات الشعب؟
ربما لم يعد العمل الروتيني الذي تسير عليه الدوائر مجديا، خصوصا ان السكان بتنامي وزيادة، على رئاسة الوزراء تطوير نظام عمل يسهل على المواطن عناء الانتظار الطويل، وباعتقادي فكرة الحكومة الإلكترونية فكرة جيدة لحل مشكلة واحد من المشكلات الملقاة على عاتق المواطن، وقد سمعت مؤخرا ان احدى المحافظات بدأت العمل بهذا النظام.
0 Comments