الديوانية تناقش قانون جرائم المعلوماتية ونوابها يتخلفون عن الحضور



محمد عبدالله / الديوانية
لا اعرف لماذا يتصور المسؤولون في الحكومة العراقية ان المدونون ومستخدمي الانترنيت اندادهم؟ برغم مساعي المدونون الى ايجاد ارضية مشتركة بينهم، منذ اصدارة مسودة قانون (جرائم المعلوماتية) في عام الماضي والمدونون يسعون الى ايصال فكرة ان القانون فيه ثغرات وعيوب كغيرها من القوانين وبحاجة الى تعديل قبل تشريعه، الا ان الحكوميون يصرون على ان القانون جاء في خدمة المدون او مستخدم الانترنيت، وهذا ما يتفق عليه الطرفان وان القانون سينظم العمل ويمنع الخروقات والاساءات، لكنهم لا يقتنعون بان القانون بحاجة الى تقويم.

بعد جهد وعمل متواصل استطاع فريق من المدونين تشكيل شبكة تحت اسم (شبكة الاعلام المجتمعي) في مؤتمر اقيم في السليمانية وضمت الشبكة مستخدمي الانترنيت ممن يدونون عبر صفحات شخصية او مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من محافظات العراق اغلبها ان لم يكن كلها.

 وكان احد مهام الشبكة ان تسعى الى تعديل القانون الذي يمسها بشكل مباشر، وانطلقت حملات عدة وكان اخرها في الديوانية، فقد اقيم ندوة عن المشاكل الموجودة في صياغة مسودة قانون جرائم المعلوماتية، وتوافد المدونون من محافظات العراق (الديوانية، سليمانية، كركوك، صلاح الدين، بغداد، كربلاء، النجف، الناصرية، البصرة)، للمشاركة في الندوة وكان من المفترض حضور ثلاثين عضو برلماني من الديوانية ومسؤولون من الحكومة المركزية، الا ان اغلبهم قد تخلف برغم وعودهم بالمجيء.

منذ القراءة الاولى للقانون وهناك بحوث ودراسات تنشر من قبل مختصين في مجال القانون تؤكد وتبين عدم صلاحية القانون للتشريع بشكله الحالي، وكان اخرها ثلاثة دراسات طرحت خلال ندوة الديوانية.

السيطرة على الانترنيت... حلم حكومات العالم
عدم قدرة الحكومات في العالم على السيطرة على الانترنيت برغم محاولاتها المسترة دفع بعضها الى اللجوء الى تشريع قوانين تعاقب بصرامة المخالفين ومن بين هذه الحكومات العراق، مشكلة حكومتنا انها تجهل ان القانون ان شرع على شكله هذا لن يغير شيء سوا انه سيصبح اداة لاعتقال وسجن من لا يروق لهم ومن ثم زيادة رصيد العراق من انتهاكات حقوق الانسان ومن ثم تدخل منظمات دولية وفرض عقوبات.
كلنا نذكر المظاهرات التي انطلقت في ايران قبل عامين ارادات الحكومة ان تلعب دورة القوي الذي يستطيع ان يسيطر على كل شيء عندما اغلقت مواقع التواصل الاجتماعي اصبح الثور ينشرون في مواقع اخرى وقامت الحكومة بقطع الانترنيت لكنهم لم يستسلموا وقاموا بنقل ما يحصل في ايران عبر الهاتف، من المستحيل السيطرة على شيء اصبح من اساسيات الحياة، والان لدينا مثال حي الوضع في سوريا ومساعي الحكومة السورية على السيطرة على الانترنيت وفشلها المستمر.

عاقب قناعي
لو افترضنا ان القانون شرع، هل سينتهي كل شيء؟ لن تكون هناك جرائم؟ هل سيستخدم الانترنيت بشكلة الذي تريده الحكومة ان يستخدم؟ الجواب (لا). هناك تقريبا مليون ونصف مستخدم لشبكة التواصل الاجتماعي في العراق بعد تشريع القانون سيكون هناك ثلاثة مليون مشترك، سوف ينشئ كل شخص حساب باسم مستعار ويلبس قناع ويكتب ما اشاء له ولن تستطيع اي حكومة في العالم ان تعرف من هو، وان عرفت من الصعب اثبات ذلك، وان اثبتت عليها ان تعاقب (القناع) مهما كانت الحكومة ذكية فأن الشعوب اذكاء كلما ضيق على المستخدم تطور واصبح يبحث عن مساحات اوسع.

سؤال مفتوح الى البرلمانيين في الديوانية
كان من المفترض حضور الندوة ثلاثين عضو برلماني من الديوانية، لكن حضر ثلاثة فقط برغم تأكيد الاعضاء الثلاثين الحضور، ان كنا نحن قطعنا طريق طويل من كركوك ما يقارب سبع ساعات ونصف لنصل الى الديوانية، وغيرنا جاء من البصرة والنجف وبغداد، وتحملنا عناء الطريق، فقط لكي نتحاور لنصل الى صيغة تخدم القانون، هل من الصعب عليكم حضور ندوة مدتها ساعة في مدينتكم؟ ام لديكم اشياء مهما جدا وليس لديكم وقت لتسمعونا نحن الذين تمثلونا تحت قبة البرلمان؟ لا اعرف الاجابة عندكم! احترامي وشكري للبرلمانيين والمسؤولون من الحكومة المحلية الذين حضروا وناقشونا واستمعوا ليرتقي القانون الى الافضل.

كيف يمكننا ان نتعاون ؟
نحن نطمح الى تشريع قانون يحمينا، واقصد ان يصون حقوقنا الانسانية وينظم عملنا، لا ان يعذبنا هناك سؤال يجول في خاطري منذ المرة الاولى التي طالعت القانون فيه، (إن كان خطاء غير متعمد يلقي بك في السجن المؤبد، بماذا تحاكمون على القاتل؟) 
هناك اشياء مشتركة بيننا الطرفان بحاجة الى تشريع القانون، ونحن لا نتكلم على اهواءنا، هناك دراسات من مختصين تبين كيف يمكن ان يكون القانون افضل؟ 

انطباعي لزيارتي الاولى الى الديوانية
كانت اول جملة سمعتها ونحن ندخل الديوانية من الزملاء "احس المدينة مو غريبة عليَّ" وذات الجملة سمعتها ونحن نخرج من الديوانية، احسسنا باننا بين اهلنا، ان تسمع عن شيء وان تجربه شيء ثاني كنت دائما اسمع عن كرم وطيبة اهل الديوانية لكن تجربتي كانت شيء مختلف، من لحظة وصولنا الى المغادرة جميعهم دون استثناء دئبوا على توفير الراحة لنا، اجمل ما حدث اننا جميعنا اجتمعنا في شقة تحسين الزركاني شقة بالكاد تتسع لعائلته ولكنه بابتسامته وروحه المرحة وسع شقته لتتسع للعراق كله الذي زار الديوانية، وسهر الليل حتى الصباح هو وعائلته لكي يوفروا ما نحتاجه.
شكرا لك ابو ضياء وشكرا لعائلتك وجميع اهل الديوانية الطيبين، لن اذكر الاسماء لأني ضعيف الذاكرة واخاف ان اسها عن احدهم فاظلمه، جميع اهل الديوانية في قلبونا تحية وسلام من كركوك الى الديوانية باهلها الطيبين وارضها ونخيلها.

"من السهل ان ننظم عملنا بقانون يحافظ على كرامتنا وحرياتنا، من الصعب اجبارنا على الاتزام بقانون يكمم افواهنا وايدينا"





















14 Comments

احسنت ايها الرائع ..
اه من جميل كلماتك وروعة قلبك ورقة احاسيسك اخي وحبيبي وصديقي محمد انت واخوتنا من كركوك حملتم لنا معكم ربيع المحبة والحنان والجمال الذي تمتاز به غاليتنا كركوك باهلها والوانها الجميلة الف قصيدة على كل حرف كتبته ولقطة اخذتها لتوثق هويتنا الواحدة في عراق المحبة والسلام
قمة الروعة والانسجام الفكري والصياغة اللغوية ..
عاشت ايدك استاذ محمد

وان شاء الله ستكون هناك ندوات اخرى ونامل بالبرلمانيين الحضور حتى يرفعوا صوت من انتخبهم
mohmed kerkuk said…
شكرا لك عزيزي علي مرورك الاروع
mohmed kerkuk said…
اخي الغالي تحسين نحن خجلين منك ومن كرمك وطيبتك، ومكنك في قلوبنا.
mohmed kerkuk said…
شكرا استاذ حبيب اسعدني مرورك على التدوينة
mohmed kerkuk said…
استاذ سليم ان شاء الله لن تكون الزيارة الاخيرة... ولكن المرة القادمة نحن ننتظركم في كركوك مدينتكم الثانية ان شاء الله
كم جميل ماكتبت أخي محمد صدقني انهم لن يسطيعوا ان يضيقوا الخناق علينا(اقصد الحكومة) نحن المدونون الا اذا قطعوا خدمة الانترنت عن العراق بأسرها حينها سنستقل سيارة ونذهب الى دول الجوار وندون ونعود .
mohmed kerkuk said…
اعجبتني فكرة السفر الى دول الجوار لكي ندون ونرجع .. شكرا اخي علي على مرورك
Unknown said…
جميل جداً هذا المقال وعاشت الايادي واللسان الجميل الذي خط بالقلم مايريد ان يوصله للمسؤلين بكل ادب وتفهم اعشت ايدك محمد
تحليل منطقي و مناشدة اتفق عليها المدونين و تنتظر من يستجيب لها
سلمت يداك و فكرك ...
mohmed kerkuk said…
شكرا على المرور الطيب والتعليق الجميل والمفرح شكرا لك
mohmed kerkuk said…
شكرا عزيزتي نورس اولا على الجهود التي بذلتموها في الديوانية .. وشكرا على مرورك على الموضوع تحياتي واحترامي لك