محمد عبدالله
لا يخفى على سكان العراق الوضع الراهن الذي
يمر بالبلد، فقد استطاعة القوات غير الشرعية ان تزرع الرعب بقلوب القوات الامنية
بجميع اصنافها وتشكيلاتها، لما الحقته بهم من خسائر ولاتزال تلحق، وهذا ليس بمديح
انما حقيقة التي ترفض القوات النظامية الاعتراف بها، وهناك ادلة كثيرة ابسطها انت
كمواطن لا تستطيع ان تمر او تجتاز رتل للجيش او الشرطة او اية قوة اخرى خوفا منك، علاوة
على ذلك الحصون الكونكريتية التي تساور بيوت المسؤولين، ومنذ عشر سنوات لم تستطع
اي قوة في العراق ان تضع حدا للعمليات الارهابية في العراق، ليس مهما فليس الموضوع من الاقوى؟ ما يهمنا هو
امن وحياة المواطنين.
امس الثالث من رمضان حصد انفجار بحزام ناسف
اروح اكثر من 30 شاب وجرح ما يقرب العدد ذاته في مقهى شعبي كانوا يلعبون (المحيبس*)
في كركوك، الانفجار ليس بجديد علينا فقد سمعنا في الاشهر القليلة الماضية استهداف
المقاهي في بغداد والانبار وهذه نتيجة حتمية ان تحصل في كركوك ومحافظات اخرى.
السؤال لمديرة شرطة كركوك (جمال طاهر) ورئيس
اللجنة الامنية (محمد كمال) وقادة الاجهزة الامنية في كركوك، ما الذي
فعلتموه لاستقبال شهر رمضان؟ هل سمعتم عن انفجارات المقاهي التي حصلت في المحافظات
اخرى؟ ان كنتم سمعتم فتلك مصيبة لأنكم تعرفون سلفا ان المقاهي مستهدفة ولم توفروا
الامن لهم، وان كنتم لم تسمعوا فالمصيبة اكبر، كيف يستأن الناس على ارواحهم
بايدكم؟
منذ تأسيس القوات الامنية في العراق وبين
فترة واخرى تشكل قوة جديدة حتى اصبح نصف الشعب العراقي عسكري بطريقة او اخرى،
وجميع هذه القوات والتصنيفات تتقاضى رواتب بالملايين دون جدوى، وعلى رأسهم قائدهم
(نوري المالكي)، لا بأس فهذه طريقة اخرى لهدر المال العام، كلنا نعلم ان المؤسسات
العسكرية مؤسسات استهلاكية وليست انتاجية، اي كل ما يذهب اليها يرمى عرض البحر.
ونتيجة تجنيد كل من هب ودب في صفوف القوات
الامنية والعسكرية اصبحنا نملك اسوء مؤسسة امنية وعسكرية، واصبحت هي الاخرى احدى
جهات الارهاب وقمع الاصوات قبل ايام قوات (S.W.A.T) تقتل مدرب
نادي كربلاء وقوات الشرطة تعتقل الاعلاميين الذين كانوا يقومون بعملهم في تغطية
ونقل ما حدث في موقع الانفجار، وهذه كله نتيجة ان القوات الامنية ليس عليهم رقيب،
والبعض من القادة لا يملكون خبرة ولا الاخلاق وجاءوا الى مناصبهم عن طريق المحاصصة
الحزبية وحتى بعضهم لا يعرف القراءة والكتابة كيف حصل على رتبة؟
الان محافظ كركوك (نجم الدين كريم) ماذا
ستقول للام التي فقدت اربعة من ابناءها؟ انك تستنكر العمل الارهابي؟ ان انك تتأسف
وستسجل ابناءها شهداء كي تأخذ راتب وقطعة ارض، ماذا ستقول لأهل وشباب كركوك انا
اسف لا استطيع توفير الامن لكم؟
ما الفرق بين الحكومتين السابقة والحالية؟ السابقة
كانت تقوم بإبادة جماعية، ماذا تسمى هذه العملية الارهابية؟ الحكومة السابقة كانت
عنصرية وطائفية، والان ما يحصل ماذا يسمى؟
عشرة سنوات مرت على تغيير نظام الحكم ولاتزال
الحكومة عاجزة عن توفير الكهرباء توفير فرص العمل توفير الامن برغم انها في كل سنة
تضع ميزانية الاكبر بتاريخ العراق منذ تأسيسها.
متى يصحوا هذا الشعب الذي كلما ضرب على .....
اصبح اكثر اطاعة لمن يقوده، اليس لكم في اخوانكم اسوة حسن انظروا الى مصر، لم ترضى
ان تعيش بذل سنة واحدة فغيرت رئيسها.
.............................................................
*المحيبس: احد الالعاب الرمضانية الشعبية
القديمة.
0 Comments