ثقافة الحضيض في الانتخابات


خلال الزيارتين الاخيرتين لمناطق الوسط والجنوب من العراق، كنت امرُ باللوحات الاعلانية لحملات الانتخابية لمجالس المحافظات التي غطت وجه المدن بشكل فوضوي، والغريب ليست في طريقة العرض، فالمنافسة الانتخابية تقتضي ان يحترف الانسان فنون الخداع والمراوغة، انما الغريب ان اسلوب الحملة مضحك الى درجة السخرية، واللوحات الاعلانية تفوح منها رائحة الفساد والضحك على الذقون، واكثر ما يخيفني ان يفوز بعض هؤلاء المتخلفين في الانتخابات القدمة فيعيثوا الخراب في المدن اكثر فنمسي ونصبح على الاطلال ..

ان نظام الانتخابات يرنو الى ان كل مرشح يتقدم للانتخابات يكون لديه رؤية للإصلاح او احداث تغيير ايجابي او استثمار فرصة متاحة وعلى هذا الاساس يقوم بتصميم برنامج انتخابي يقدمه كحملة انتخابية، وبعد ذلك يتم انتخابه من قبل الناخبين.

بعد مشاهدتي لحملات المرشحين، كنت تارة بالكاد اتمالك نفسي من الضحك بسبب ركاكة الحملة، وتارة اخرى احزن لانني شعرت ان المرشحين وضعوا الشعب في خانة المتخلفين وهم يقدمون نموذج من الحملات تتناسب مع عقولهم، غير مبالين بالقيم الاساسية لحملات الانتخاب، ولا اسس تصميم وترويج للانتخابات.

من جانب التصميم اغلب لوحات صممت بشكل تجاري رخيص، غير مبلين بتناسق الالوان، او مساحة صورهم بالنسبة لحجم اللوحة والنصوص المستخدمة، والبعض الاخر لم يكتفي بهذا فقط بل قام باشراك صور اقرباءه في لوحة الاعلانية لكسب المزيد من الشعبية، بعض الصور تنم عن تخلف وجهل و غلاظة ذوق المرشح.

اما المحتوى فالمصيبة اعظم واهول، اكاد اجزم ان ليس هناك ولا مرشح قد قدم برنامجهُ الانتخابي في اللوحات الاعلانية، سوى البعض القليل الذي كتب كلمة او كلمتين مبهمتين، اذا كنت انا الناخب لا اعرف ماذا ستقدم لي كيف لي ان انتخبك؟ اغلب القطع الاعلانية هذه الدورة ركزت على ان المرشحين جاءوا من اجل خدمتك يا مواطن، ولولاك ايها الناخب لما رشحوا، والغريب انهم استخدموا صيغة الامر في اغلب اللوحات، بالإضافة الى الشعارات البالية التي اصبحت لا تجيد نفعاً وكأنهم قدموا الكثير في الدورات السابقة، وفوق كل ذلك الاخطاء الاملائية.

المحتوى العام للحملات الانتخابية يخاطب التقسيم الذي اضعف العراق في السابق ومازال مستمر، الشكل المألوف للحملات الصنف الاول معممين وملتحين وسادة وشيوخ، اما الصنف الثاني هم اقرباء المرشحين السابقين -على اعتبار انهم سوف يمضون على خطاهم- في البرلمان والمحافظات، الصنف الثالث هم اصحاب الشهادات والكفاءات –والمحفظات- الذين يستعينون بالكفاءات الخارجية في الازمات، الصنف الرابع هو الجنس اللطيف والذين اصبحوا ينافسون مذيعات التلفزيون، والصنف الخامس هم الوجوه الجديدة.

هل فكرت فيمن ستنتخبه ؟! ولماذا اخترته؟! هل تعرفه؟! هل تعرف برنامجه الانتخابي؟! ويكف يضمن لك انه سينفذه؟! ما هو ماضيه ؟! ماذا سيقدم لك؟!، عمامة؟ ذقن ابيض؟ نسب؟ اقرباء؟ صورة جميلة لها؟ .

لا تنتخب شخص انت لست واثق من انه سيقدم لك شيئاً، واذا اخبرك احد انه سيصلح ويقدم ويساعد، اساله كيف ؟ اذا لم تتأكد من صدقه وقدرته على التقديم، لا تنتخبه، حتى وان كان أخوك، اذا بحثت ولم تجد اي احد فأنت لست ملزم بالانتخاب، لا تنتخب من يقدم لك (بطانية) او (مروحة) هذا الشخص يسترخصك ويراك متسولاً سوف يضل يتسلق على راسك حتى يصل، أن لا تنتخب وتصدق نفسك افضل من ان تنتخب من لا ترضى به وتخدع نفسك..

اكثر ما يخيفني في هذه الانتخابات ان تتكرر مأساة الدورات السابقة ان يعيد الناس الحكمة الغبية التي تقول (الشين الي تعرفه احسن من الزين المتعرفه)، ويعاد الفاسدون الى مناصبهم ذاتها، ومن ثم يتباكى الناس على اهمال وقلة الخدمات والفساد وهم بيدهم الان التغيير..

محمد عبدالله علي

1 Comments

Anonymous said…
But when іt сomes to ѕpend
thе money оn thе drеss fοr a bridesmaid,
it bеcomes vеry difficult becаusе рeoрle саtеr
fοr a brіdal ԁrеss in their budget аnd thе bгideѕmaid's dress is usually ignored or not given any significance or importance as the bride's dress gets.
Sinсe we were born wе hаѵе seеn thаt
if it's a boy it has to be blue and if it's a girl then it hаs to
be pink. Βut whеn faсing a numbeг of inνitatiоns in
front οf you, wіll yοu get paniс on ωhat
ԁrеѕs to wear for a summer wedding.



Looκ іnto my blog ... bridesmaid dresses