التصريحات السياسية لهوية كركوك تثير الجدل بين مكوناتها



محمد عبدالله



تباين الآراء حول التصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائب رئيس حكومة اقليم كوردستان عماد احمد حول هوية كركوك، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة العراقية توترات في العلاقات السياسية بين حكومة العراق، وحكومة اقليم كردستان حول عدة ملفات منها هوية كركوك، عائدات النفط، وقضية تسليم الهاشمي الى الحكومة العراقية، واثارت التصريحات سلبا في استقرار السلام وسببت اختلاف في وجهات النظر بين سكان كركوك.


واثارت زيارة المالكي والتي عقبتها زيارة احمد لمدينة كركوك اختلاف في وجهات النظر لدى الاهالي، الذين كانوا بعيدين عن الخلافات السياسية ويعيشون نوعا من "الاستقرار" على حد تعبير بعضهم.

وقد افتتح رئيس الوزراء العراقي جلسته قائلا: "هوية كركوك عراقية، ويجب أن لا تطغي هوية على أخرى، وهي (كركوك) تمثل عراقا مصغرا ومثالاً للتآخي والتعايش السلمي بين جميع العراقيين." وقاطع الجلسة الرسمية اربعة من الوزراء الكرد.

 بينما أكد نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان الذي وصل الى كركوك في اليوم التالي على رأس وفد وزاري اهتمام حكومة الاقليم بالمناطق المتنازع عليها وخاصة مدينة كركوك، مشيراً الى ان الأدلة التاريخية والجغرافية تثبت كوردستانية كركوك، إلا ان اقليم كوردستان تعتزم حسم هذه القضية عبر الدستور وتنفيذ المادة 140.

اثارت زيارة المالكي وتصريحاته حول كركوك ارتياح لدى بعض السكان من العرب، الذين اشادوا بها واعتبروها خطوة طيبة من حكومته التي تسعى الى وحدة وطنية، وايدهم التركمان ببعض الامور، وعبر الكرد والقائمة العراقية عن امتعاضهم حول الزيارة في الوقت الراهن.

يقول محمد قاسم 25عام معلم: "زيارة المالكي وتأكيده عراقية كركوك اراحنا وقد عودنا قائدنا على مواقفه وشجاعته في الامور التي تمس وحدة العراق وسيادته."

وبين الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي في تجمع للعرب ان الحكومة لديها برنامج يساهم في وحدة العراق وضمان حقوق المواطنة ومعالجة مصائب الاحتلال، واعتبر الحكومة الحالية صمام أمان الوحدة الوطنية.

    وناقش الاجتماع ملفات عدة منها منح مجلس الوزراء صلاحيات الى الحكومة المحلية بالتصرف والتعاقد بتخصيصات البترودولار وشراء الكهرباء وتوزيع 1100 وحدة سكنية على المواطنين وبينهم الارامل والمعوقون بتخفيض 50 بالمئة فيما يتم منحها مجانا للفقراء، وتثبيت الموظفين الذين يعملون بعقود.

وكان حيدر الملا، الناطق باسم (العراقية) اعتبر زيارة المالكي استفزازاً للأكراد. وقال إن: "انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في المحافظة جاء تتويجاً لمعاناة أبناء وممثلي محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى على مدى عشر سنوات."

واتهم ناطق باسم رئاسة إقليم كوردستان المالكي بمحاولة استمالة (شوفينيي) المدينة على حد قوله، لوصفه كركوك بالعراقية.

تعتبر حكومة الاقليم تقديم الخدمات للمناطق المتنازع عليها من مهامها الرئيسية وان العمل في هذا النطاق مستمر وانها عازمة على تقديم ما بوسعها ووفق الامكانيات المتاحة لخدمة هذه كركوك، حسبما ذكر نائب رئيسها.

وقال النائب عن التحالف الكوردستاني محمد خليل خلال مؤتمر صحافي إن: "سكان كركوك يتمنون أن تكون زيارة رئيس الوزراء للمحافظة إنهاءً لمعاناتهم وحصولهم على الخدمات وحل المشاكل التي يواجهونها وليست للاستفزاز أو خلق أزمات جديدة."

ويطالب الكورد بضم كركوك الى الى الاقليم المكون من محافظات سليمانية واربيل ودهوك، ويرفض التركمان ضم المدينة الى الاقليم ويطالبون بجعلها اقليما مستقلا، ويرى العرب ان كركوك مدينة عراقية ويجب ان تبقى مرتبطة بحكومة المركز.

ووصف الصحفي فراس الحمداني الزيارتين بـ"سباق الكلاسيكو"  في مقال نشر بصفحته على الفيسبوك، يصف وصول المالكي بقواته وآلياته ومغادرته، ووصول عماد برتله "طويل جدا ظنه بعض المراقبون موكب الرؤوساء جيمعا في يوم واحد."

ومن جهتها رفضت الجبهة التركمانية الهوية العربية او الكوردية لمدينة كركوك واستبعد الحزب الوطني التركماني العراقي أن تحل الأزمة بشان كركوك ما لم يتفق الكرد مع التركمان.

وقال رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي في تصريح مكتوب وزع للصحفيين الكترونيا إن "كركوك لن تكون بهوية عربية أو كردستانية... إنما ستبقى بهوية عراقية وبخصوصية تركمانية."

بعد تسلم محافظ كركوك نجم الدين عمر منصبه شرع في تنفيذ المشاريع الخدمية لمدينة كركوك، ومن ابرزها شراء الكهرباء للمدينة التي ساهمت بنشر السلام والرضى عنه، ولوحظ انخفض التصادمات السياسية نسبيا بين مكونات المدينة، وبعد الزيارتين الاخيرتين من قبل رئيس الوزراء العراقي ونائب رئيس حكومة اقليم كردستان عادات التصريحات والردود السياسية تنتعش في وسائل الاعلام، والتي تؤثر بشكل سلبي على عملية بناء السلام في الوقت الراهن.

......................................................

نشر في مجلة (السلام - اشتي) في عددها لشهر آيار

0 Comments